قبل أيام مضت طرح أحد الإخوة الكتاب مقترحاً لأصحاب مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين للتحول للإرشاد " السياحي وترتيب رحلات سياحية للمدن أو القرى المجاورة للحرمين الشريفين " .
وقد يكون هذا المقترح جيداً ومقبولاً إن كان القادمون للعمرة من الشباب أومن هم في سن الأربعين أو الخمسين ، ولديهم القدرة المالية الكافية لقضاء أيام للسياحة ، لا أن يكونوا ممن تجاوزوا السبعين والثمانين ، وقادمون من قرى أو مدن ، ويكون هدفهم منحصراً في أداء العمرة ، بعد أن تعذر عليهم أداء الحج لارتفاع التكلفة أو لعدم ورود أسمائهم في القرعة .
وقبل الحديث عن المقترح فعلينا أن ننظر للفرق بين العمرة والسياحة ، فإن معنى معتمر في معجم المعاني الجامع ، " مُعْتَمِرٌ : الْمُؤَدِّي لِلْعُمْرَةِ " ، قال تعالى }وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ {[البقرة:196]
في حين أن السياحة تعرف " لُغةً بأنّها الضرب في الأرض؛ أي الانتقال والمشي من موقع إلى آخر، سواء في دولة معينة أو إقليم مُحدّد أو حول العالم؛ من أجل الوصول إلى حاجات معينة، وبعيدة عن مكان السكن الدائم أو بيئة الأعمال أو الحروب .
أمّا اصطلاحاً فلم يظهر أي تعريف متفق عليه للسياحة، وفيما يأتي بعض من التعريفات الاصطلاحيّة الواردة عن هيئات ومُنظمات السياحة الدوليّة، فعرَّفت منظمة السياحة العالميّة السياح بأنّهم جميع الأشخاص الذين يوجدون في مكانٍ ما لمُدّةِ 24 ساعة؛ بهدف الحصول على وسائل الترفيه التي تشمل الإجازات والرياضة والاستجمام، كما تُعرَّف الدراسة الخاصة بالسياحة القوميّة الأمريكيّة السياحة بأنّها كافة النشاطات أو التصرفات التي يُطبقها الأشخاص أثناء ذهابهم لرحلات خارج منازلهم ومجتمعهم، ولأي هدف معين إلّا الرحلات الخاصة بالذهاب اليومي إلى العمل " د. عبلة بخاري (2012)، اقتصاديات السياحة، صفحة 4، 9، 10. بتصرّف.
وبعيداً عن الفروقات والمعاني ، فإن نسبة كبيرة من المعتمرين هم من متوسطي الدخل أو أقل من هذا ، فكيف نطالبهم بالقيام برحلة سياحية ، وهم لا يملكون القدرة المالية على أداء فريضة الحج ؟
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com
التعليقات 2
2 pings
ولد مكة
07/04/2021 في 9:24 ص[3] رابط التعليق
الخلط بين العمرة و السياحة كالخلط بين الماء و الزيت .. فبعض السائحين معتمرون وليس كل المعتمرون سواح..
ووزارة الحج لم تطور العمرة بعد إنشاء نظامها بالرغم من ان الموظون المستشارون الأكاديميون يعجون بإركان الوزارة ويكلفون الحكومة مبالغ طائلة وإنتاجهم لا يصل لدرجة توظيفهم.
المطوفة السيدة فاطمة حسين صحره
07/04/2021 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
بارك الله في قلمك مطوف أحمد.
مقترحات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص ليست لديهم القدرة على التفرقة مابين أمور الدين والدنيا وربطها بواقع المعتمرين والحجاج.
فالحج والعمرة لهما ناسها المتخصصين والذين كسبوا ثقة حكام وحكومات العالم أجمع ؛ فحكومتنا حكيمة وأسندت أمور الحج والعمرة لمن هم أهل لها كما تراهم هي.
وفي النهاية لانقول إلا
كل يغني على ليلاه.