سبق أن نصحت أفراد المجتمع في مقالين سابقين في صحيفة "مكة الآن" الغرّاء، المقال الأول بعنوان الاستشارات الأسرية في المستشفيات الحكومية والمقال الآخر بعنوان مقترح برنامج الاستشارات الأسرية في المستشفيات الحكومية، وأيضاً ألقيت محاضرة بذات العنوان السابق بمستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة، فقد نصحت بعدم اللجوء إلى المستشارين الأسريين الوهميين، و(اللايف كوتش)* غير المختصين في العلاج الأسري، وذلك عبر هواتفهم أو بريدهم أو في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أوضحت أن البديل متاح في جميع المستشفيات الحكومية وأقصد الأخصائيات والأخصائيين الاجتماعيين، حيث تتوفر عيادات اجتماعية في تلك المستشفيات كغيرها من العيادات الطبية الأخرى وبالإمكان لمن يواجه مشكلة أسرية أو غيرها من المشكلات الاجتماعية أن يتوجه مباشرة لقسم استقبال العيادات الخارجية والحجز في العيادة الاجتماعية ومن ثم مقابلة الأخصائية الاجتماعية إذا كانت العميلة انثى و مقابلة الأخصائي الاجتماعي إذا كان العميل ذكر.
إن ما دفعني إلى معاودة الإشارة إلى هذا الموضوع وإلى المقالين والمحاضرة، هو التغريدة القيمة التي غرد بها أحد المغردين في تويتر وهذه تغريدته المقتبسة "ياليت الأخصائيين الإجتماعيين يكونون في جميع الأماكن ويكون لهم مكاتب في المولات حتى يسهل الوصول إلى المنشودون وتقديم النصح والإستشارات لهم ، ولا يقتصر على المستشفيات فقط ، لأن الكثير من الأسر والأشخاص بحاجة الى إرشاد من قبل الأخصائيين"، وكذلك مما دعاني للكتابة في هذا الموضوع، تغريدة أخرى رائعة تقترح صاحبتها بأن يتم التوسع في إنشاء مراكز الإرشاد الاجتماعي والاستشارات الأسرية، ومن وجهة نظر كاتب هذا المقال أن تكون تلك المراكز، خيرية وحكومية و ربحية على حد سواء، ومتوفرة في جميع أحياء ومدن المملكة.
إن الأخصائي الاجتماعي من مبدأ التعريف به، هو شخص مهني يتعامل مع مشكلات الإنسان في مستوياته المختلفة، ويقصد هنا وحدات إنسانية صغرى كالأفراد والأسر والجماعات أو وحدات كبرى كالمؤسسات والمجتمعات المحلية والاقليمية والمجتمع القومي ككل وذلك من خلال دراسة وعلاج المشكلات بأساليب علمية مناسبة.
في هذا المقال اناشد المسؤولين في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وكذلك المسؤولين في وزارة الصحة بدعم جميع الاقتراحات السابقة وتطبيقها على أرض الواقع، والإعلان عنها في الوسائل الإعلامية المختلفة، لأن أفراد المجتمع يعانون من ضغوط المشكلات الأسرية والاجتماعية، ويضطرون لمراجعة المستشاريين الوهميين، الذين قد يفسدون أكثر مما يصلحون، والبعض قد يسلك منحى غير شريف مع المستشيرات وقد تنتهي الاستشارة بعلاقة محرمة، هذا من جانب ، ولمكافحة هؤلاء المستشارين الأسريين الوهميين، من جانب آخر، والأهم من ذلك قبل أن تتفاقم مشكلات الطلاق والعنف الأسري والانتحار والانحراف والجريمة والمخدرات والعقوق والإعاقات والتأخر الدراسي وغيرها من المشكلات، ولعل آخرها الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن جائحة كورونا التي واجهت ولا زالت تواجه جميع شرائح المجتمع.
* اللايف كوتش : هو شخص يساعدك على حل مشاكلك بنفسك وهو ليس طبيب نفسي ولا أخصائي نفسي ولا أخصائي اجتماعي.
روابط المقالات:
http://www.makkah-now.com/articles/202266.html/
http://www.makkah-now.com/articles/208292.html/
*أخصائي اجتماعي أول
ماجستير خدمة اجتماعية