نحنُ جُزء من هذا العالم المُتقلِّب ، نُؤثِّر ونتأثَّر ، أسَّس لنا المؤسِّس منهج الوسطية والاعتدال ، ننبذ العنف ، ونُؤيِّد نزع السلاح الفتَّاك ، لنُجنِّب البشريَّة مخاطرها ، ندعو إلى حل المنازعات الدولية عبر الحوار ، المرتكز على الحق والعدل ، فهل هناك اعتدال أعدل من ذلك؟!
نعمل في توطين وتوطيد الأمن الداخلي والدولي ، من خلال تأصيل منهج الاعتدال .
إنَّنا اللبنة التي ستزيد من تماسك هذا العالم ، لكنَّ السياسة والسياسيين أحياناً تُغرِّد خارج سرب البيت السياسي العالمي.
نجد أنَّ بعض الدول العُظمى ، تتصيَّد الأخطاء ، حتَّى على حُلفائها ، وتكيل بمكيالين ، وتلعب أدواراً مزدوجة من المصالح المُشتركة ، إلى تبني سياسات في مبناها ومعناها تشبه حماقات المتعالي والمتعافي.
هذه الإزدواجية في المعايير ، وخِداع الحليف والصديق ، بطريقة لعبة المصالح المشتركة.
مثل هذه الألعاب السياسيَّة ، هي بمثابة لُعبة تنافر لا تقارب ، ومن يملك القرار ، ويوجهه إلى غير وجهته الحقيقية ، فذاك ضربٌ من الخُبال ، ولعنة سماويَّة ، تطول ذاك المتغطرس.
لقد تأسست هذه البلاد على الاعتدال ، وإنْ كانت بعض الصور تشوِّه الصورة الذهنيَّة للوسطية والاعتدال ، إلَّا أننا نُؤمن بحقنا في المُحافظة على أمننا الداخلي ، وأمن العالم الخارجي ، وتلك طبيعة المعتدلين.
ما تقوم به بعض الدول العُظمى من فتح ملفَّات دولية بين الحين والآخر ، والاصطياد في الماء العكر ، وتدويل مثل هذه الملفات ، بحجة حقوق الإنسان ، أو الأمن العالمي ، أو خلافه ، فما هي إلَّا وسيلة من وسائل ذر الرماد في العيون ، وتمرير ما يُمكن تمريره ؛ لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية ، وأحياناً تكون دينية.
ليس الهدف سين من الناس ولا صاد ، بل اختراق الشعوب والأُمم ، والتحكم فيها بطريقتهم الخاصَّة ، لكن أحرار العالم لم ولن يموتوا ، يمرضوا نعم ، لكنَّهُم يَصِّحُون حينما تتكالب عليهم الأُمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها ، ولن تتحقَّق لهم أهدافهم ما دام رَحِم الإسلام ينجِبُ أبطالاً.