أبو داحم، هو اسم التدليل الذي يقال في السعودية وأعتقد في كل منطقة الخليج لمن اسمه عبدالرحمن.
بمناسبة إجازة منتصف العام الدراسي ١٤٤٢هـ أحببت أن أخرج في مقالي هذا عن المألوف في مقالاتي السابقة وأبتعد عن الجد في هذه المرة، فلن تحلو الحياة بالجد المطلق ولا بد من الهزل واللعب والترفيه البريء، من باب إدخال السرور على النفس والترويح عنها "فساعة وساعة" كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك.
لا سيما أن أغلب مقالاتي تنتهج وتتطبع بطابع المشكلات النفسية والاجتماعية التي لعلي عكرت بها مزاج القارئ الكريم وصفو حياته، لذلك ارتأيت في هذا المقال أن أحدثكم عن إحدى الطرائف التي مرت بكاتب هذه السطور عبر سنوات حياته، وهي طرفة الكاميرا .
عندما كنت طفلاً، على ما أذكر، في الصف الخامس الابتدائي، سلمتني خالتي شقيقة الوالدة كاميرا، وحملتني المسؤولية، وطلبت مني تصوير حفلة سابع مولودتها أو كما يسميه البعض أسبوع، وكانت هذه الكاميرا الوحيدة التي ستصور كامل الحفلة ومحسوبكم المصور الوحيد، علماً أني لأول مرة استخدم هذا النوع من الكاميرات التي لا بد من تحميض أفلامها في معمل الاستوديو لاستخراج الصور منها، كانت هذه الكاميرا جديدة على مجتمعنا ولم أتعود عليها كما تعودت على الكاميرا الفورية التي تطبع الصور مباشرة، المهم في الأمر، أعطتني خالتي ستة أفلام وكانت الحفلة فوق سطح المنزل وبحكم صغر سني كنت متواجد مع النساء في مكان الحفل لكي أصور الفعاليات، وبعد أن انتهت الحفلة ونفدت جميع الأفلام ذهبت لتسليم الكاميرا العهدة لخالتي فسألتني أين الأفلام؟ الحقيقة صُعقت بسؤالها! وعندما استجمعت ذاكرتي افتكرت أني كنت كلما أنتهي من تصوير فيلم أخرجه من الكاميرا وأرمي به من فوق السطح، وأستخرج من جيبي فيلماً جديداً وأضعه في الكاميرا وهكذا على نفس المنوال، اعتقاداً مني أني أستخدم الكاميرا الفورية التي تُرمى أفلامها الفارغة أولاً بأول ويُحتفظ بالصور فقط، بعد ذلك نزلت مسرعاً إلى الشارع لكي أبحث عن الأفلام وكان وقتها الشارع مظلم تماماً، وكان يجلس بجوار المنزل من شباب الجيران، ولم أجد الأفلام بالطبع، ولكني توقعت أن هؤلاء الشباب أخذوها وبالتأكيد قد حمضوها واستمتعوا بمشاهدة صور الحفلة.
هل تنصحوني بتصوير هذه الطرفة في مسلسل درامي؟
إلى اللقاء مع طرفة أخرى إن شاء الله.
أخصائي اجتماعي أول
ماجستير خدمة اجتماعية