ما أسرع السنيين وما أضعف الإنسان ...!
الإنسان الذي يخرج لهذه الدنيا ضعيفاً ليس معه شيء ثم يعود منها مهما كان قوياً كما خرج لها ضعيفاً هزيلاً يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ...
ولا يدوم أحبتي إلا الله الذي لاإله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الرحيم الكريم الكبير المنان ...
ولايبقى لأي إنسان مهما كان ذا قوة أو سلطان بعد رحيله سوء الأثر الطيب في كل قولٍ حسنٍ وعملٍ طيب صدر منه وولد صَالِحٌ بار يدعو له ...
فهل اعددنا وتجهزنا أحبتي لهذا اليوم يوم الرجوع كما كُنا ليس معنا شيء من مالٍ أو متاع ...؟!
وأحسنا تربية أبناءنا وبناتنا كما يجب فنحنُ مسؤولون عنهم وربيناهم تربية حقة على تعاليم ديننا الحنيف ومبادئنا وقيمنا المحافظة التى تربينا عليها ...
فما نشاهده هذه الأيام والله شيء مُخجل ومُحزن في نفس الوقت انفلات وتفريط وقلة حياء في اللبس والتصرفات والتحرش عياناً بياناً في وضح النهار دون خوف من الله أو حَياءٌ من الناس في كثيرٍ من زوايا بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بلاد النور والتقوى والإحسان ...!
فأين نحن كآباء وأمهات من كل مايدور حولنا ويحاك لنا في الخفاء وفي الظلام ...؟!
فهنا التربية تلعب دوراً مُهماً في كل هذا للتصحيح وإعادة بناء الإنسان وتصحيح المسار ...!
التربية التي يجب أن تكون في كبح جموح الشباب والشابات وإرشادهم الى طريق الحق والصواب والتربية الإسلامية الحقة التي يجب ان يتحلى بها أبنائنا وبناتنا على حدٍ سواء ... فلا انفلات ولاتفريط بل أدب وحكمة والتزام بديننا الحنيف السمح ومبادئنا وقيمنا الرفيعة العالية الراقية الحصينة بالوسطية والاعتدال ...
فما نشاهده أحبتي في الملاهي والمقاهي والمولات والله شيء يندى له الجبين شباب وشابات في عمر الزهور لم يتجاوزوا ويتجاوزن الأربعة عشر ربيعاً من أعمارهم وأعمارهن يتصرفون تصرفات غريبة عجيبة دخيلة علينا لايقرها دين ولا عقل ويلبسون لبسٍ في غاية التكشف والسفور وقلة الحياء وإن كان أكثرهم وللأسف الشديد غير سعوديين ولاسعوديات وكأنهم وكأنهن مدعومون وموجهون للظهور بهذه الصورة السيئة أمام الجميع والعمل بها والإيحاء بأنهم سعوديين وسعوديات فعلاً ويمثلون أنها أخلاقنا كسعوديين وسعوديات لاحشمة عندنا ولاحياء لزعزعة أمننا واستقرارنا وبث نار الفتنة بيننا والنيل من ولاة أمرنا لأغراضٍ سيئة في نفوسهم ...!
فإذاً من المسؤول عن كل مايحدث في العلن وفي الخفاء من كُل هؤلاء ...؟!
الدولة لم تقصر مع الجميع فأعطتهم حرية محدودة معقولة تتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف وأزالت عنهم كل العوائق التي قد تصادفهم في طريقهم وتعكر صفو حياتهم ولكن للأسف الشديد استغلوها أسوء إستغلال مُتخطين كل الخطوط الحمراء والأنظمة التي وضعتها الدولة والمبادئ والقيم دون خوف من الله أو من المسؤولين أو أدبٍ أو حياء من الناس ...!
إذاً لم يتبقى لنا سوى الدعاء لهم بالهداية من رب العزة والجلال ثم دور الأب والأم في إعادة النظر وتربية أبنائهم وبناتهم على الأدب الجم وحسن الخلق وفي التعامل والتصرف الطيب واللبس الحشمة ذو الهيبة والوقار ومتابعتهم ومراقبتهم والنصح لهم والارشاد.. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الصافات :
{وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} أي : قفوهم حتى يُسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا يعني احبسوهم إنهم مُحاسبون .. والله الهادي إلى سواء السبيل هو مولانا ونصيرنا فنعم المولى ونعم النصير عليه نتوكل وإليه نونيب وهو رب العرش العظيم.
التعليقات 22
22 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
فالح بن مانع الرشيدي
25/12/2020 في 1:10 ص[3] رابط التعليق
نعم الله الهادي لسواء السبيل
شباب وشابات في عمر الزهور لم يجدوا من يوحههم من أب او ام كله ضائع وكل واحد في كل واد تائهون…
جزاك الله خير دكتور/سلمان وبارك الله فيك مقال يكتب بماء الذهب الله ينفع به ويبارك في عمرك دكتورنا العزيز.
فاطمة القرشي
25/12/2020 في 1:14 ص[3] رابط التعليق
لافض فوك وسلمت يمينك ورحم الله والديك وأثابك وكتب اجرك
وصدقت دكتور/سلمان التربية تلعب دوراً مهماً في مثل هذه الحالات ومتابعة الاب والأم والهداية من الله .
صالح محمد العمري
25/12/2020 في 1:21 ص[3] رابط التعليق
إخواني أخوتي الكرام إن لم نتواصى بالحق ونتناهى عن المنكر فأيُّ أخوةٍ في الدين ندعيها!!
أسواقنا ومقاهينا حالها يُرثى لها، بناتنا وشبابنا إلى أين؟
الله يهديهم ويصلح امرهم…
مقال جداً رائع وجميل نفع الله به…سلمت يمينك دكتور.
نجاة الاحمدي
25/12/2020 في 1:29 ص[3] رابط التعليق
بناتنا وشبابنا إلى اين ؟؟ الله يستر على الاجيال القادمة مادام هذه تقليعاتهم ولبسهم وسخافاتاتهم عند جد مسخره لاينسكت عليها وايقافها عند حدها حتى لاتستشرى فب المجتمع ويصعب القضاء عليها ….
الله يجزاك كل خير دكتور/ سلمان مقال قي الصميم .
حاتم ابراهبم الفايز
25/12/2020 في 1:37 ص[3] رابط التعليق
اساس قانون الحياة والأسرة الجيدة التربية من كلا الطرفين الاب والام والوعي الذي يمتلكه الاب والام وتربية الأبناء على أسس صحيحة ذات دين وقيم وأخلاق واحترام تولد أسرة سعيدة قائمة على اساس الاحترام وليس التخويف كن اب وام جيدين تملك حياة ممتازة وأجيال ناضجين..مقال رائع بارك الله فيك.
عالية الشريف
25/12/2020 في 7:10 ص[3] رابط التعليق
الحرية المعقولة مع التربية المنزلية والمجتمعية اسس لصلاح الابناء والبنات وإن فقدت حل الخراب وبدأ الإنفلات مع عدم وجود رقابة ومتابعة على تصرفاتهم التي تكون شبه إنحراف في طريق مظلم مليئ بالخراب والدمار والذئاب.
مقال رائع ياليت يقرأ من الشباب والشابات والأباء والأمهات بتمعن.
عامر الزيادي
25/12/2020 في 7:14 ص[3] رابط التعليق
احسنت وشرحت ووضحت عن الواقع المؤلم الذي يعيشه ابناءنا وبناتنا هذه الايام ولانصدق بأنه يحصل من ابناء وبنات الحرمين الشريفين في ظل غياب الاب والام والتربية عن كل مايحصل .
سامية الكريمي
25/12/2020 في 7:18 ص[3] رابط التعليق
إنك لاتُهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء
الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء لهم لعل الله يهديهم وينور بصائرهم ويخافون الله في دينهم وأنفسهم.
سناء مفتي
25/12/2020 في 11:35 ص[3] رابط التعليق
﴿أم كنتم شهداءَ إذْ حضَر يعقوبَ الموتُ إذْ قال لِبنيه ما تعبدون من بعدي﴾
تربيةُ الأبناء، ووصيَّتُهم بالخير والسير عليه
لا تتوقَّف عند حدٍّ، بل هي مستمرة
حتى لحظات الاحتضار فالتربية هي الاساس دكتور جزاك الله خير ورحم الله والديك على هذا المقال الاكثر من رائع
اثابك الله ورفع قدرك.
عبير عاشور
25/12/2020 في 11:41 ص[3] رابط التعليق
مقال جد رائع جزاك الله خير يادكتور ..
وأضيف…كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته..
تربية الابناء ليس بالشيء السهل ..
تربيه .. دين .. اخلاق .. رعاية .. متابعة .. ونصح
الله يهديهم وينور بصائرهم .
عبدالكريم بن خالد الزامل
25/12/2020 في 11:44 ص[3] رابط التعليق
تربية الأبناء على الموَاطنة وحب الوطن والحرية التي لاإنفلات فيها ولاتفريط على حساب ديننا ومبادئنا وقيمنا
وذلك عن طريق تدريبهم على حب الوطن والقيادة والانتماء لهم فقط
هذه بعض الوسائل التي تحبب أبناءنا على محبة وطنهم، وتنمية هذه الروح منذ الصغر عندهم ، وتعلمهم الانتماء والولاء الحقيقي لوطنهم ولولاة الأمر.
حسن منديلي
25/12/2020 في 11:46 ص[3] رابط التعليق
في قصة نوح عليه السلام فائدة تربوية هامة وهي أن الهداية بيد الله تعالى، وأنه مهما كان حرصنا ووسائلنا في تربية أبناءنا فإننا لا نضمن النتيجة، وهذا ما يجعلنا نلح بالدعاء أن يوفق الله أبناءنا للخير، وإن كنت تربي أبناءك من غير دعاء، فقد تجاهلت أهم ركيزة من ركائز التربية وصلاح الأبناء.اللهم اهديهم واصلحهم يارب.
محاسن توفيق
25/12/2020 في 11:49 ص[3] رابط التعليق
من أسوأ مقولات الأهل
في تربية الأبناء::”بكرة يكبر ويعقل ”
ونسوا او تناسوا أن الزرع إذا نبت مائلاً
لم يزده الري إلا ميلاً ••
واستغلوا الحرية اسوء استغلال
جزاك الله خير دكتور على هذا المقال.
زهير قطان
25/12/2020 في 1:20 م[3] رابط التعليق
إن تربية الأبناء تحتاج إلى الجهد الكبير ، والعمل المتواصل ، والدراسة والتدريب ، هذا لمن يريد لأولاده أن يكونوا نافعين لدينهم ولوطنهم ويعلمهم تعاليم دينهم ومبادئهم وقيمهم وحدود الحريات التي يجب ان يسيرون عليها حفظ الله ابناءنا وبناتنا من كل شر وابعد عنهم اصدقاء السوء وكان لهم حامياً ومعينا….
شكرا اخي الحبيب د.سلمان على مقالاتك الرائعة الهادفة نفع الله بها وجزاك الله عن امة محمد خير الجزاء وبارك الله لك وفيك ومتعك بالصحة والعافية والسلامة وراحة البال انه قريب سميع محيب.
عواطف جستنية
25/12/2020 في 1:22 م[3] رابط التعليق
ماقيمة المال اذا كان حراام، وماقيمة السعادة اذا كانت على حَساب الاخرين، وماقيمة الأبناء دوَن تربية
وماقيمة الحرية دوَن اخلأق ودين وأدب.
مها العتيبي
25/12/2020 في 1:28 م[3] رابط التعليق
قيل في تربية الأبناء والبنات
علينا أن نربي أنفسنا قبل أن نربي أبناءنا وبناتنا
لأن التربية بالقدوة الحسنة أبقى وأقوى وتجعل من ابناءنا وبناتنا حصن لهم من كل خراب ودمار وحريات غير منضبطة وإنفلات غير مُتزن ويقتدون بنا في كل صغيرة وكبيرة.
د/ ناصر البكر
25/12/2020 في 1:34 م[3] رابط التعليق
تربية الأولين كان فيها ميزة لا تجدها بكثرة اليوم ، بغض النظر عن مافيها من عيوب غالباً بسبب نقص الوعي ، الا ان ما يميزهم هو الهيبة وقوة الشخصية ، تجد الاب لا يضرب بل ولا يصرخ لانه ليس بحاجة الى ذلك وانما علاقته مع ابنائه قائمة على الاحترام المتبادل ، وينشأ الابناء أقوياء الشخصية ويعرفون حدود حرياتهم ولا يتعدونها ولو بخطوة مهما حصل لأنهم متربين وملتزمين بهذه التربية ومقتنعين بها لذا تجدهم منضبطين ملتزمين لا ينخاف عليهم من إنفلات او تفريط .
د/ احمد السعيد
25/12/2020 في 1:36 م[3] رابط التعليق
ضبط الأعصاب في تربية الأبناء لا تعني تجاهل أخطائهم وإنما توخي الحكمة والحذر في التعامل مع السلوكيات السلبية التي تمر بهم وتحدد شخصياتهم والحريات التي يمشون عليها.
كمال عبدالرحيم باشا
25/12/2020 في 1:39 م[3] رابط التعليق
استودعوا الله في كل يوم أنفسكم وأولادكم ومن تحبون فإن الله إذا استودع شيئا حفظه ..وادعوا لهم في كل سجده وادعوا لهم بالهداية والصلاح في قيام الليل وكل حين …الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء يامن ترجون لقاء الله .
سليمان بشناق
25/12/2020 في 1:41 م[3] رابط التعليق
مهما اجتهد الوالدين فصلاح الابناء بيد الله ،، هم عليهم ان يقوموا بواجبهم من تربيه ،، ولكن بيقين ان صلاح ابناءهم فضل من الله وليس باجتهادهم،، ((ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء))
وديع احمد فيروزي
25/12/2020 في 1:48 م[3] رابط التعليق
ما قيمة الحريات دون خوف من الله وحياء من الناس!
مـا قيمـة الأخـلاق دون حيـاء!
مـا قيمـة الضّمـير دون شـرف!
مـا قيمـة المسـؤوليـّة دون عـدل!
مـا قيمـة الزّواج دون تفـاهـم!
مـا قيمـة المحـبّة دون اهتمـام!
مـا قيمـة الأبنـاء دون تربيـة!
مـا قيمـة الأخـوّة دون سـند!
مـا قيمـة العـهـد دون وفـاء!
مـا قيمـة المُعـاملة دون احترام!
وفاء عبدالستار
25/12/2020 في 1:52 م[3] رابط التعليق
قد يتعب القلب من تربية الأبناء
وتعاني النفس من تمَرّدِهِم
مما يسبب الهمّ والغم للوالدين ..
قال ابن القيم رحمه الله :
(إنّ من الذنوب مالا يكفّره
إلا الهمّ بالأولاد )
فهنيئاً لكم تكفير الذنوب ..
-وإن وجدتم من أبنائكم
ما يتعبكم في تربيتهم
فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه واحسنوا تربية أبناءكم وبناتكم حفظكم الله ورعاكم.