يحل علينا هذه الأيام موسم التميز وإعلان نتائج كثير من الجهات التي شاركت في بعض جوائز التميز المحلية والإقليمية وبعض الجهات التي طبقت ارشادات بعض نماذج التميزالمشهورة، وسوف تقرأون وتسمعون وترون أثرة وأمور تنكرونها، فعليكم برباطة الجأش، ولا تندهشوا أو تنصدموا عندما تسمعون أو تقرأون أن جهة ما حصلت على أعلى أوسمة التميز، أو حصلت على الاعتراف أو الامتثال أو الالتزام بالتميز أو جهة أو فرد حصل على جائزة تميز، فكل ما في الأمر أن هذه الجهة أو هذا الفرد عمل على تطبيق إرشادات جائزة التميز المنشودة أو إرشادات نموذج التميز المشهور، وضعوا تحت إرشادات عشرات الخطوط الحمراء، فجميع جوائز ونماذج التميز هي عبارة عن إرشادات عامة للممارسات التي ينبغي أن تبذلها المؤسسات نحو التميز ولا يمكن الحكم عليها بأنها صواب أو خطأ أو مطابق أو غير مطابق ولكن الحكم الأدق أنها قد تكون ممارسات عادية أو متميزة أورائدة في بعض الأحيان، على العكس من مواصفة الجودة التي تكون محددة وتحتوى على متطلبات صريحة يجب استيفائها ومتطلبات يجب توافرها كحد أدنى في أي مؤسسة ترغب في الاعتراف بتوافق نظامها الإداري مع اشتراطات الحصول على شهادة الموائمة مع تلك المواصفة وتنتهي بالحصول على شهادة مطابقة حقيقية للمواصفة، وتلتزم هذه المؤسسة بالتحسين المستمر وإلا سيتم سحب شهادة المطابقة للمواصفةإذا توقفت هذه المؤسسة عن التحسين المستمر لإدائها، والتحسين المستمر هو مربط (التميز) أي نقطة البداية للتميز، لأن هذه المرحلة تقوم على الأفكار الإبداعية والابتكار والتفرد في تقديم الخدمات والمنتجات وهذا هو التميز الحقيقي فالتميز يعني التفرد عن الأقران سواء في تقديم خدمة أو انتاج منتج أو الأداء، وتطبيق مواصفات ومتطلبات الجودة هو ما يضمن تنفيذ العمليات بشكل قياسي وهي القاعدة للسعي نحو التميز والتفرد والريادة. ومن الخطأ أن تكون الجهة أو الفرد في مرحلة التوعية وبناء التوجه أو في مرحلة التوثيق والتصميم أو في مرحلة التطبيق المبدئي وتنشد/ ينشد الوصول للتفرد والتميز أو نمنحه أوسمة واعترافات التميز، فلايمكن اتخاذ أي خطوة في رحلتك نحو التفرد والتميز قبل أن تتأكد من أن جميع عملياتك تتم بشكل قياسي ومحدد ومحوكمة إدارياً لبدء رحلة التميز دون الخوف من توقف رحلتك في نصف الطريق، وحتى تحقق التميز الحقيقي المستدام وليس التميز العارض القائم على تطبيق الإرشادات وملء النماذج وتوفير المستندات.
كتبه
د.مرزوق الفهمي