حضرت مناسبة بإحدى ضواحي جنوب مكة المكرمة وقد فاجأني ما بها من عمران وخدمات وعددت ذلك من حسنات هذه الدولة المباركة أيدها الله لكن ما أحزنني هو عدم وجود خدمات ( نقل عام ) تربط سكانها بالمدينة مما يعني سيارة لكل عائلة أو أكثر. وهذا الأمر سلبي ويمثل إرهاقاً لميزانية الأسر لما تخصصه من مصاريف للمحروقات والصيانة وشراء سيارات ( عادةً قديمة ) وضغطاً على الطرقات وإرهاقاً لاقتصاد الوطن. والأمر حسب رأيي لا يقتصر على سكان الجنوب بل إنه يشمل كل ضواحي مكة وقراها خصوصاً أن غالبية السكان فيها هم من محدودي الدخل ويرتبطون روحياً ومادياً ووظيفياً بالمدينة وتنقلاتهم متكررة يومياً في حركة ترددية يعتمدون في احتياجاتهم على المدينة ولذلك كان من الضروري ترتيب الأمر بما يخفف معاناتهم ويخدمهم ويشجعهم على الاستقرار لكي تصبح هذه الضواحي جاذبة لهم للإقامة بها وإعمارها للتخفيف عن المدينه خدمة لزوارها وفي رأيي أن مما يسهم في ذلك هو قيام وزارة النقل والمرور بإعادة النظر في كثير من أنظمتها التي تضع شروط تعجيزية لامتلاك حافلات صغيرة ( 12 راكب ) في الوقت الذي لا تتوفر وسائل نقل عامة لربط هذه الضواحي بالمدينة وإن وجدت فهي سيارات الأجرة وهي غالية وغير متوفرة بالضواحي أو مرغوبة لأنها تخدم في الغالب من هو بداخل المدينة للخروج منها فقط ولذلك فلعلي أطرح بعض الأفكار لدراستها والأخذ بما هو ممكن ومناسب مما يساعد في حل مشكلة سكان الضواحي ويخدم المصلحة العامة وفقاً للاتي:
أ – السماح لمن يرغب في امتلاك الحافلات الصغيرة كالصوالين وسيارات الهاي اس. دون اشتراط العدد الكبير لأفراد الأُسرة وسيكون ذلك خبراً ساراً للكثيرين ويتيح لموظفي القطاع العام امتلاكها وخدمة أنفسهم ومواطنيهم
ب – السماح لهذه المركبات بالنقل بأجر من وإلى المدينة بعد تسجيلها كناحية أمنية.
ج – توظيف هذه المركبات في خدمة الأهالي لتعويدهم عليها حتى تغنيهم عن امتلاك سيارات خاصة بهم.
د – السماح بالنقل من تلك الضواحي إلى مكة المكرمة والعكس مع تحديد محطات تجمع في داخل مكة لإعادة الركاب.
ع – يقتصر النقل فقط للركاب من وإلى تلك الضواحي خصوصاً أنها أرخص وذات سعة عالية تُسهم في تخفيف الزحام
هـ – إلغاء اشتراط الرخصة العمومي للسائق طالما مضى علي رخصته خمس سنوات مما يعني تأهيله للقيادة.
ولذلك فإنني أطرح الأمر للدراسة والتقييم وهو أمر تأخرنا فيه كثيراً وأنا أثق أن إعادة النظر في مجمل التعليمات سيكون له الاثر الايجابي في حل مشكلة النقل بين كافة مدن المملكة وضواحيها والتي يعاني غالبية سكانها من نفس المشكلة مما يضطرهم إلى شراء سيارات خاصة بهم حتى يتم الانتهاء من توفير شبكة نقل العام بداخل المدن ومن ثم التفرغ لهم في الوقت الذي يكون فيه سكان تلك الضواحي قد تعودوا وأصبحوا جاهزين لاستخدامه.
والله من وراء القصد.
التعليقات 3
3 pings
ابرهيم عبدالرؤف امجد بن حسين
01/09/2020 في 8:42 م[3] رابط التعليق
جاري تنفيذ مشروع النقل العام . وقريبا يتم تشغيل الحافلات .
د.ياسربن احمد الشجار
02/09/2020 في 12:16 ص[3] رابط التعليق
طرح مبارك وجميل ..سلمت من كل شر
محمد احمد الحارثي
02/09/2020 في 10:21 م[3] رابط التعليق
مقترحات رائعة للمساهمة في معانات سكان الاطراف والضواحي ولعل شركة النقل الجماعي تبادر بتسيير حافلات من تلك النواحي لداخل مكة وليكن ذلك عاجلاً حتى يكتمل مخطط النقل العام للعاصمة المقدسة وضواحيها