بقلم أ. اسماء رجب مرسي
من عادات بعض البشر السيئة أنهم راضون ومطمئنون طالما ما يريدونه حاصل وما يشبع رغباتهم موجود وسرعان ما ينكشف معدنهم المتسخط والمتذمر عندما يقل أو يختفي ما كانوا يحصلون عليه، فنجدهم ينشرون البلبلة وتعلو أصواتهم الغير مسؤولة والأنانية عبر منابرهم، يجزعون؛ مغشيةٌ أبصارهم عن كل رغدٍ عاشوا فيه، نسيوا أو تناسوا ذلك لا فرق، الأهم هو أن هذه النوعية من البشر تربة فاسدة لأي وطن يعيشون فيه.
العالم أجمع يعاصر وباء وبلاء مستمر حتى يومنا الحالي، ولا يخفى على الجاهل قبل المثقف تبعات هذه الجائحة على اقتصادات الدول والمجتمعات، وأثرها بالغ الشدة على خفض الطلب وتضخم العرض في السوق العالمية في شتى المجالات وليس مجال واحد بعينه.
تنصرف الحكومات في كل مجتمع مستقل إلى البحث عن حلول مؤقتة أو دائمة الأمر سيان، فيحاول القادة التجديف ببلادهم نحو برٍ آمن.
والمملكة العربية السعودية حالها حال غيرها من الدول أصدرت بعض القرارات التي ارتأت أنها هامة لمواجهة الأزمة الراهنة وذلك استناداً على دراسات اقتصادية عميقة للصادر والوارد والمصروف والمخزون وبناءًا على رؤى مستقبلية مدروسة للوضع الراهن وتحليل منطقي واعِ للتخلص من كل ماهو زائد وكمالي والاكتفاء بالضرورات لإستمرار الرخاء في أنحاء الوطن.
على الانسان الواعي لخطورة ما تمر به البلاد أن يتأهب للرضا التام بكل ما هو في مصلحة الوطن، وأن ينشر الطمأنينة بين أبناء المجتمع ويذكرهم بأن رد العطاء لا يكون سوى بالوقوف مع أوطاننا في أزماتها.
هل كنت تظن أن الوطنية مسمى في هويتك ؟ أم أنها أغنية ترددها في أعياد اليوم الوطني ؟!
إن لم يكن المرء قادراً على رد العطاء والمساهمة مع بلاده في حربها وسِلْمِها؛ فليصمتْ ويكسر سن قلمه ذاك الذي يهرتل به يمنةً ويسرة محاولاً تأجيج نفوس من حوله؛ ليبرر أنانيته وانعدام حس المسؤولية لديه.
التعليقات 1
1 ping
M.S.B
04/06/2020 في 1:28 ص[3] رابط التعليق
البعض تسكنه أفكار سوداء ، ونظرة سلبيه للمجتمع … لذا تجده دائم التسخط والتذمر والتشاؤم … وينشر الطاقة السلبية أينما حل.
هذه النوعية من البشر بحاجة لأخصائي نفسي ليساعدهم على الإندماج في مجتمعهم….
الرضا بوابة السعادة ومفتاح الراحة والطريق إلى السلامة والسلّم إلى العافية، ارضَ عن الله في أحكامه وأقداره، تقبل ما يأتيك به القضاء، سلّمْ أمرك لرب الأرض والسماء، كن ساكناً في الضراء والسراء والشدة والرخاء، ارضَ بما كتب عليك من المكارة لتتحول إلى مكارم، ارضَ بالمحن لتصبح منحاً، ارضَ بالبلايا لتصير عطايا، تذوق الفقر لمرضاة الله حينها تجد حلاوة الرضا وطعم اليقين وثمرة الصبر وعاقبة الشكر، إياك والتسخط فإنه دمار للشخصية واعتراض على القضاء وعصيان لله ومتصادمة لسنن الكون، وتذمر من المقدور، ومحاربة للفطرة، ارضَ بالحياة حلوها ومرها عسرها ويسرها، غناها وفقرها، صحتها ومرضها..
إن الرضا هو ما يجعلك أقوى من كل المصاعب، وأسرع من كل الرياح، وأكثر حلاوة من عسل الملكات.
اشرب الرضا وأنت تتنفس كل ما هو رائع وجميل وطيب وخير في هذه الحياة، وستجد نفسك ملكت الدنيا بكل ما فيها من لذائذ المحبة والعطاء.
طرح هادف .. شكراً لكاتب المقال