من يداري شكنا والشك فاضح...!
د/سلمان حماد الغريبي
اختلفنا مين يسيء الظن في الثاني ويشك فيه أكثر...!
واعترفنا أنت أكثر وأنا أكثر...!
ومين يداري عيبنا والعيب واضح وفاضح من أصغر لأكبر...؟!
والسبب...قلّ الوازع الديني وضاعت مبادئنا وقيمنا وتعدت الخط الأحمر...!
والشيطان تشيطن أكثر...!
واستغلها فرصة وصار أشطر...!
ووسوس في عقولنا وتمكن أكثر وأكثر...!
◇بسبب سوء الظن والشك...
كره بعضنا البعض..وكثر الجفا وقلّ اللقاء..وكثُر الخصام من قيلٍ وقال.. وتفرق الأحباب..وتهدمت بيوت..وكثر الطلاق..وتشردت أُسر..وتقطعت أرحام..وظَلمنا وظُلمنا..وتعددت اشكال عقوق الوالدين عياناً بياناً وبصورٍ بشعةٍ ومقززةٍ للأبدان لايقرها عقل ولا دين...
فأحبتي...لاتتمعنوا وتحرصوا وتهتموا على اكتشاف كل من حولكم اكثر من اللازم مهما كانت صلة القرابة بينكم واكتفوا فقط بالخير الذي تجدوه وتعطوه بينكم وتظهرونه في وجوهكم واتركوا ماخُفي والخفايا لله الواحد الأحد الذي يعلم السر وأخفى بُحسن نيةٍ وصفاء ونقاء.. واحسنوا الظن بالله وببعضكم لرسم لوحة جميلة ملؤها التفاؤل والمحبة والوئام والوصال مطرزةً بأزكى الورود والأزهار وأحلى الألوان وأجملها لحياةٍ ذات بهجةٍ وسعادةٍ وهناء نسعد فيها جميعاً دون إستثناء..
وليعلم الجميع أن الشك وسوء الظن مرضان خطيران يصاب بهما الرجل عديم الثقة بربه وبنفسه ويؤديان إلى تلف واضح وصريح في الروابط البشرية والأسرية على حدٍ سواء مما يربي العداوة والأحقاد بين البشر وخصوصا الأقرباء...كما يعتبران ايضاً سوء سلوك مشين يؤديان بصاحبه للكذب والنفاق وسوء الأخلاق...
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}وفي سورة النجم:{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}صدق الله العظيم...
ويقول رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام(إنما بُعثت لأُتمم صَالحَ الأخلاق)...ويقول(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً)... ويقول(إياكم والظن فأن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا)...فاللهم إنا نعوذ بك من الشيطان ووساوسه ومن الشك وسوء الظن والخلق والمنقلب وعافنا واعفُ عنا وأرحمنا برحمتك يارحمن يارحيم يارب العرش العظيم...
وأخيرا:
الشك وسوء الظن إن أصبت فيهما لاتؤجر وإن أخطأت فيهما إثمٌ عظيم...فلا تؤذي أحد بشكك وسوء ظنك وحبك للإنتقام ففيهما مظاهر ضعف الرجل مسلوب الإرادة والشخصية فمن أطاع غضبه للشك وسوء الظن ضاع أدبه ثم إياك وإياك أن تدخل في نوايا البشر فلا يعلم مافي القلوب إلا الله علام الغيوب.
التعليقات 17
17 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غالب الأحمدي
11/11/2019 في 10:36 ص[3] رابط التعليق
كلام في منتهى الروعة والحكمة والإتزان جزاك الله خير واجتزئت منه هذا الجزء الذي اعجبني كثيراً?
?◇بسبب سوء الظن والشك…
كره بعضنا البعض..وكثر الجفا وقلّ اللقاء..وكثُر الخصام من قيلٍ وقال.. وتفرق الأحباب..وتهدمت بيوت..وكثر الطلاق..وتشردت أُسر..وتقطعت أرحام..وظَلمنا وظُلمنا..وتعددت اشكال عقوق الوالدين عياناً بياناً وبصورٍ بشعةٍ ومقززةٍ للأبدان لايقرها عقل ولا دين…
فاطمة القرشي
11/11/2019 في 10:40 ص[3] رابط التعليق
الله يكفينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن ويبعد عنا الشك وسوء الظن فإنهما يهلكان الناس بعضهم ببعض ويهدمان اي مجتمع مهما كان متماسكاً.
محمد النمري
11/11/2019 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}وفي سورة النجم:{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}
صدق الله العظيم.
عالية
11/11/2019 في 2:05 م[3] رابط التعليق
كلام جدا رائع جزاك الله خير دكتور لقد عادت بي الذكرى إلى سنوات مضت قول والدتي رحمها الله. انا ليا بما اسمع و أرى أما مافي القلوب إلى رب العالمين
د/ فدوى الموسى
11/11/2019 في 2:10 م[3] رابط التعليق
لاتتبعوا خطوات الشيطان فيوقع بينكم العداوة والبغضاء عن طريق سوء الظن والشك…
مقال اكثر من رائع نفع الله به وهدى عباده الضالين.
فهد المقاطي
11/11/2019 في 2:12 م[3] رابط التعليق
احذر من الشك وسوء الظن وخاصة مع أقرب الناس لك ، فإن الشك مرض يُتعبك ويُتعب من حولك ، بادر بعلاج نفسك لترتاح وتُريح غيرك.
سناء مكي
11/11/2019 في 2:15 م[3] رابط التعليق
يجب على الرجل ان يكون بعيد عن الشك وسوء الظن، وإذا اختلف مع إنسان بالرأي يكون إيجابي ولا يسعمل الغبية والنميمة بمجرد اختلافه معه لان الاختلاف سنة الحياه. واللي مايجوزلك يجوز لغيرك.جزاك الله خير كاتب هذا المقال وناشره
فاطمة ادريس
11/11/2019 في 2:17 م[3] رابط التعليق
أتعجب من بعض البشر يدعي بأنه يعلم مافي قلبك وبناءً عليه يتخذ قرارات ويتهم ويُفسر ويعادي ويقطع جلدك في كل مجلس وأنت لاتعلم
لذلك فلنتقي الله في أنفسنا فالدنيا متاع
ولاتساوي عند الله جناح بعوضة
اللهم طهر قلوبنا من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ومن الشك والشرك وسوء الظن
يارب العالمين
د/ بندر العتيبي
11/11/2019 في 2:19 م[3] رابط التعليق
الشك وسوء الظن ..
سبب دمار جميع العلاقات…
ولا جدال في ذلك.
د/ ثامر الشريف
11/11/2019 في 2:21 م[3] رابط التعليق
#نصيحة أخوية:
إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشك ، كثيرة الوجع ، كثيرة الإستفزاز ممتلئه بالكذب وسوء الظن ..!
عبدالكريم بن خالد الزامل
11/11/2019 في 2:24 م[3] رابط التعليق
فعلا الغيره الزايده ليست بحب إذا تلازمت مع الشك وسوء الظن وإنما هى مرض تدمر كل شئ جميل سواء على مستوى العلاقات الاجتماعيه أو في محيط الصداقات حفظنا الله وإياكم منها…
مقال جدا رائع يادكتور نفع الله به وابعد عنا الشك والشقاق والنفاق وسوء الظن والأخلاق.
جابر المنعمي
11/11/2019 في 2:27 م[3] رابط التعليق
من الصفات التي تزعج ولا تجلب لصاحبها صديقا مستمرا : القلق المستمر ، الشك وسوء الظن ، حب التملك ، الأنانية ..
الله يعطيك العافية على هذا الطرح الرائغ وخصوصاً بداية النقال.
سراج عالم
11/11/2019 في 8:54 م[3] رابط التعليق
الله يديك العافيه دكتورسلمان ويستر علينا دنيا واخره اصبحنا حتى نشك في الثوب الي علينا ولن نعود حتى نعود لله وشريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
M.S.B
12/11/2019 في 9:19 ص[3] رابط التعليق
شكراً لك على طرح هذا الموضوع المهم والخطير والمنتشر في هذا الزمن ..نسأل الله للجميع بالنجاة والسلامة من هذا المرض ومحاولة تفهم الآخرين واعطائهم الفرص للتفسير عن تصرفاتهم …
فالشَّكُّ وسوء الظَّنِّ وجهان لعملة واحدة، وداء قاتل إن استفحل في الإنسان
يقول ابن القيم -رحمه الله – :.«المؤمن يتوجّع لعثرة أخيه كأنه هو الذي عثر بها؛ ولا يشمت به» ..
وقال يحيى بن معاذ -رحمه الله- : .ليكن حظ المؤمن منك ثلاثا :.«إن لم تنفعه فلا تضره.وإن لم تفرحه فلا تغمه. وإن لم تمدحه فلا تذمه» ..
اللهمَّ إنَّا نسألك صدق التَّوكل عليك، وحسن الظنِّ بك، اللهمَّ إنَّا نسألك حسن الظنِّ بالمسلمين عموماً، وبالمخلصين الصَّادقين خصوصاً، اللهمَّ إنَّا نسألك قلوباً تقيَّة نقيَّة، من الشِّرك والحقد والضَّغينة وسوء الظنِّ بريَّة، لا كافرة ولا شقيَّة، يا دائم الفضل على البريَّة، يا باسطاً يديه بالعطية، يا ربَّ العالمين
ليلى مسكي
13/11/2019 في 9:10 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك بالخير على طرح مثل هذا المواضيع التي انتشرت في الأونة الأخيرة من سوء الظن والشك بين الاخوان والاخوات والازواج ممايسبب الطلاق وقطع الارحام..
فوزية البقمي
16/11/2019 في 2:28 م[3] رابط التعليق
آفة هذا الزمن الذي نعيش معترك حياته الآن الشك وسوء الظن…وكانتا آفتان لدمار المجتمعات وخراب البيوت وتقطيع الأرحام…حمانا الله منهما وحفظنا من كل سوء ومكروه.
...
25/11/2019 في 2:03 م[3] رابط التعليق
اللهم إنا نعوذ بك من الشك و الشقاق و السمعة و الرياء و نعوذ بك من سوء الظن و تتبع عورات الغير و من ألإنشغال فيما لا يعنينا و لا يعود علينا بالنفع في ديننا و دنيانا..