الـبـسـاط الـأحمـر { الـتـهـامـي}!!
عبدالمحسن محمد الحارثي
من الوسائل الضروريّة ، لتحقيق الغرض من وجُود الدوله : الاقتصاد ؛ لانَّهُ أساس النجاح ، وحُب هذا الاقتصاد رأس الفضائل ؛ لأنَّه يُمَكِّنُنَا من استعمال كُلِّ المواهب!!
لم ينتظر ولي العهد السعودي ، كي لا يُفكِّر في المُستقبل ، بل صبَّ كُل تفكيره في المُستقبل ؛ لأنهُ يعلم أنَّ من يزرع ينتظر الحصاد ، ومن لا يزرع لا يهمهُ المستقبل كيف يكون !
وبهذه النظرة الثاقبة استطاع ولي العهد أنْ يتغلَّب على أُولئك الذين لا يُفكِّرون في المستقبل ، بل ينتظرونه يأتي في الوقت المناسب كما هي رُؤية [ إنشتاين] ، الذي قال:( لم أُفكِّر في المُستقبل : إنَّهُ يأتي في الوقت المُناسب).
إنَّ هذه المشاريع النوعيَّة التنمويَّة ، التي أطلقها سمو ولي العهد في رُؤيته 2030م ، لدليلٌ على أنهُ في كُلِّ فجرٍ يُشْرِقُ المستقبل ؛ لأنَّ هذا المُستقبل ليس في أيدي القدر .. المُستقبلُ في أيدينا نحنُ السعوديِّون !
إنَّ هذا المُستقبل يتكوَّن من مواد الحاضر نفسها .. ولا يتشكَّل ويُبصِرُ النور أبداً ، إلّا بسواعدِ أبنائه المُخلصين .
هذِه المشاريع التنمويَّة رُكِّزت على امتداد سواحل البحر الأحمر ، وخاصَّةً في الشمال الغربي منه ، إنهُ البساط التهامي الأحمر ، فقد أطلق أبناء الجزيرة العربية منذُ القِدَم اسم البحر الأحمر ، بالبحر التهامي ؛ لأنهُ يقع على طول الدِّلتا من أقصى الجنوب وحتّى خليج العقبة بمحاذاة سيناء المصريّة .
وكما قيل: قد يكون للعصفور عُنُق طويل ، لكنَّه لا يستطيع أنْ يُبْصِرُ المستقبل .. إنَّها الحقيقة التي رسمها ابن سلمان على أرض الواقع ، كي يقضي على التضخُّم ، وهو خطيئة كُل حُكُومة ، فلا بُدَّ من التخفيف من آثاره ، والعمل على القضاء على البطالة ، تلك البطالة- من العاطلين – التي أصبحت عالة على كُل حُكُومة ، كي يعيش الشعب حياةً كريمة.
إنَّ استغلال الأرض البِكر ، وإنشاء المُدن الصناعية والترفيهية والتكنولوجية ؛ لدليل على السعي في تنويع مصادر الدَّخل ، بل هي بمثابة المورد الآمن لأي دولة ، خاصَّةً هذه المواقع المُختارة بعناية فائقة ، ولن نتناسى المكانة التاريخيّة في التجارة العالمية ، منذُ الإمبراطوريَّة الرومانية ، وحتَّى يومنا هذا ، فالبحر الأحمر ، هو بمثابة جوهرة حمراء لم تُستغل كما ينبغي.
لقد تم رسم الساحِل الغربي على جبين الإنسان السعودي ؛ لما لهُ من موقع استراتيجي ، يفصل بين قارتين [ آسياوأفريقيا] ، ومثل هذا النمو الاقتصادي على امتداد ساحل البحر الأحمر ، سوف يُعزِّز جسور الشراكات مع المستثمرين من داخل الوطن العربي وخارجه.
إنَّها النقلة النوعيَّة ، التي ستتحدَّث عنها مُؤسسات وهيئات البيئة ، التي طالما نادت باستثمار الأراضي البُور ، وخلْق بيئات جاذبة سياحيَّة وتجاريَّة ، وإنشاء مرافىء ومواني جديدة .
إنَّنا أمام عمل جبَّار ، فهو بمثابة الوجه الجديد للديار السعودية ، فقد أحسنوا الاختيار ؛ لما تتمتّع به المنطقة من موقع استراتيجي ، ومناخ مُعتدل .
وسنكون – بمشيئةِ الله تعالى- مُتابعين لكل المُستجدَّات حِيال هذه المشاريع التنمويَّة من أرض الحدث قريباً – إنْ شاء الله تعالى ، كي ننقل لكم طفرات العمل ، فلِكُلِّ عمل توسعاتهِ الخاصَّة ، التي تتماشى وطبيعة العمل ، ومُتطلبات المُستقبل.