نزهة على ظهر حمار 1_2
إبراهيم بن جلال فضلون
للغباء البشري قوانين أساسية أهمها: (احتمالية أن يكون شخص ما غبياً، هو أمر منفصل تمامًا عن أية صفات شخصية لنفس الإنسان – وكذلك الشخص الغبي هو ذلك الذي يتسبب في خسائر للآخرين، في حين أنه يضر نفسه أيضاً)، فالغبي إنسان طائش وانفعالي لا يحسب العواقب ويثير المشكلات لأسباب تافهة نراها في نهيق تغريداته ولقاءاته بالإعلام، فهو أخطر من قطاع الطرق واللصوص، فمثلهم يلقون بالمجتمع كله إلى الهاوية. وبالتالي فإن فهم “قوانين الغباء البشري”، ما فتئت تُسطر إلا لتنطبق على صانعيها (من هم؟؟!!) معرُوفون وهم بأفعالهم من يفتحون الباب لأن نُصبح أذكياء لا نضر بل ننفع أنفسنا والناس كما تربينا وعشنا.
ومن باب أولى أن نتعرف على الحُمر وهي جمع ومفرده: حمار، وهي نوعان: أهليّة، ووحشيّة، فأمّا الحمر الأهليّة فهي الإنسيّة والمستأنسة، والتي يربّيها النّاس، وتعمل على حمل أثقالهم، أما الحمر الأهليّة هي التي تألف البيوت، ولها أصحاب ترجع إليهم، وهي الوحشيّة ضدّ الإنسيّة “، وما تنطوي عليها حياة الفرس واشياعها من حزب الله والإخوان ودويلاتهم الخبيثة بأذرعها المقننة هنا وهناك، أمّا الحمر الوحشيّة فهي التي تعيش في البراري والصّحاري، ولا تكون مملوكةً لأحد ما، وليس لها أهل ترجع إليهم. إلا شتات جمعتهم أرض من أصول متفرقة فلم يعي الأمريكي من أين ينتمي وإلى أين سيعود؟.
ونعود إلى الحمار فهو مُحتقر ومذموم عند معظم الناس، ومع أنه يرتقي هامات أفضل الأمم، لكنه كُلما علا نعيقه كلما حن لسياطه التي تُحرك لصهللات دراهمه هو ومن ردد معه من الإخوان ودولها بقنواتها وحميرها، لذا نرى بصماته على الأرض مبصومة بحافره الميمون فوق كل عربي ملكوم!!
ولعل أسداً لقي ذات يوم حماراً، وهو لا يعرفه، فهالته صورته، فقال لنفسه: لأختبرنه، فسأله قائلًا: ما كنيتك؟ قال: أبو صابر، قال: فما طول أذنيك؟ قال: للذباب، قال: فما عظم أسنانك؟ قال: لجذب النبات، قال: فما صلابة حافرك؟ قال: لوطيء الصخور، قال: فما ضخامة بطنك؟ قال: للضراطً، وتنفيس التصريحات السامة، فأين خاشفقي من هالات بهلول صاحب اسطنبول وحريم الإخوان من جزية موز وتمائم شيطانين وعمائم فُرس الخليج وشيعتهم اللئام.. ونهاياتهم أن الأسد قد افتراس ذلك الحيوان المُهان، ففعل، وعندما ذاق نكهة لحمه، صار من أفضل الوجبات إليه، ولا زال طعم الحمار ولحمه الشهي تحت أنيابه التي تُمزق بلا رحمة، وصرنا نرى في كل سيرك قطيع من الحمير غذاء للأسود عندما تجوع، ومن فضل الله ومنته أن الأسود لا تأكل إلا عندما تجوع، وهي من صفات أهل عاشوا وعايشوا الأهوال، فهل يتعلم الحمار من خبرات الأسد عند جوعه؟؟.. فمن يحمي من الأسود أم الحمير تَحمي الأسود؟! وهل يُعقل أن حماراً وقطعانه حمت من قبل أسود العالم؟!!
والحديث عن الحمير يطول لكني ما دمت أكتب فلن أكف عن الحديث عن الحمير، فأنا كفلاّح عشت وأبائي وأجدادي مع الحمير أكلنا الشعير مخبوزاً، وأكلته الحمير حبّا ومجروشًا، سكنا وإياها في بيت واحد، فنحن والحمير جمعتنا الأرض، ولم تنفصل عُرى الامتطاء أو الضرب بسياطنا له، ولكن يبدوا أن صوت الحمار قد علا وأرد ثورة جديدة فهل للحمار من أنفاس صامدة؟ أم سيفوز راكبه؟ أم سيحن الحمار لسياط راكبه ويعود كما كان؟!!
14 التعليقات
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
danzzz_dil03
06/12/2018 at 4:05 م (UTC 3) رابط التعليق
لماذا نعامل الحمار بكل هذه العنصرية؟…. ههههه
mohamed2020
06/12/2018 at 1:16 م (UTC 3) رابط التعليق
أول حمار يستأجر بـ”الفيزا” للتنزه على>>>> شفتوها دي… بلاش نتكلم
mohamed_ali
06/12/2018 at 1:13 م (UTC 3) رابط التعليق
ضرب متوحش وحك بالعصى في منطقة مقدمة ظهر الحمار صار ظاهرة عامة، فالحمار في الريف المصري يحظى باحترام – ولو لأسباب نفعية – والفطرة السليمة للفلاح
malak_zin
06/12/2018 at 1:12 م (UTC 3) رابط التعليق
يعود الحمار وحده، يسير في العودة على مهله، يدلدل أذنيه، وينظر إلى الأرض كسيفاً، ويدخل … ليس الزبالون وحدهم الذين يمتلكون الحمير في غربال، فهناك طبقة جديدة ظهرت كالدزل الغبية…
رسم الرواي مقاله وأجاد الله عليك…
marwan988
06/12/2018 at 1:10 م (UTC 3) رابط التعليق
طالما أقفز إلى ظهر الحمار ورأسه وسعادة طامحة تجرفني لا أحمل أي هم للدنيا وهو أبضا، أحب هذه النزهة الجميلة وهذا الساق مع الريح كلما.
ali-mershed
05/12/2018 at 9:46 م (UTC 3) رابط التعليق
إجاك من يعرفك يا بلوط. من هنا قالوا في أمثالهم الحمار ما بينعار أي تصعب إعارته لأنه معتمد الأسرة>>>>
والله المقال حلو حلو كتير
d foad
05/12/2018 at 9:45 م (UTC 3) رابط التعليق
حكى لي أحد الأخوة الحمير ممن لا مكان لهم في الحياة ولم يستطع أحد ملء …… يستعملون الحمار، عندما يذهبون لنزهة يصطحبونه معهم
الكاتب/ محمود 2
05/12/2018 at 9:39 م (UTC 3) رابط التعليق
الحمار حيوان ذكي يتعلم … كما قال الدميري: وفي كتاب نزهة الأبصار في أخبار ملوك الأمصار….. فلا تستهون به.
د/ سأسأة
05/12/2018 at 9:37 م (UTC 3) رابط التعليق
الحمار ودولة الأسد
مقال أكثر من روعة وكأنه جولة سياحية
هههههه
ا. د. ميديا
05/12/2018 at 9:26 م (UTC 3) رابط التعليق
من على ظهر الحمار ياعطار ياعطار هل تصلح ما افسده الدهر عليه وجار الكل فوق صهوة حصانه الا انا على ظهر>>>>> iiiiii ههههاااا
ممتاز…
sawah
05/12/2018 at 9:24 م (UTC 3) رابط التعليق
انا كمان كنت بحب حمارنا في عبكة بس كان حمار مفيد ومطاوع
ولكن حمير اليوم لا أمان لها…. هههه ثورات ونعرات كذابه…
مقال حلو
د/ محمود yahoo
05/12/2018 at 9:22 م (UTC 3) رابط التعليق
النكت على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة
فكرتني بذلك الكتاب الساخر أحسنت صنعاً
hgYughld
05/12/2018 at 9:19 م (UTC 3) رابط التعليق
نزهة على ظهر حمار 1_2…. العتنوان حمل كثير من معاني غباء بعض دول العالم .. أحسنت السخرية والوصف.
د عبد الرحمن
05/12/2018 at 9:18 م (UTC 3) رابط التعليق
إذا رفسك الحمار فلا تلبطه>>> lالمقالين روعة شكراً للكاتب الساخر وما يعني به بين السطور وشكراً لمكة الآن.